هذا الكتاب، يا صديق القلب، ليس سيرة عن الأنبياء وفق ترتيب زمانهم
أو جغرافية حياتهم، بل «غوصٌ عرفاني» يتلمّس الأسطورة الكبرى التي ترقد في أعماق الذات: كيف تبدأ رحلتنا، وعلام ننفصل، وكيف نُمتَحَن ونُطهَّر، ومتى نصعد في باطننا، وإلى أي مدى

فلن تجد في الكتاب وعظًا ولا تلقينًا؛ ستجد الخرائط وأنت الذي يخط الطريق بدمه ولحمه وغموض شوقه، وبأشواق الوحدة والرغبة في المعنى النهائي

تهيأ لرحلة الدهشة والانكسار والأمل. ولتكن على
موعد مع مرايا روحك

فهذا الكتاب ليس  مجرد حكاية أو نقل لتاريخ مقدس
فكل نبي مقام ظاهر فيك ينتظر الإنصات والاعتراف، وكل قصة رحلة وجودية بين الألم والحب، الغربة واللقاء، الدهشة والانخطاف

لا تقرأ بعينيك بل بـ(أصغى سمعك)، وادخل بالبصيرة قبل البصر، فكل معنى هنا يحتاج أن تتسع له حتى الحَيَّرات، وتحتمل غموض الجواب أحيانًا أكثر مما تحتمل مباشرة الدروس